زيادة المرء في دنياه نقصــان ...وربحه غير محض الخيرخسران
وكل وجدان حظ لا ثبات لـه ... فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامرا لخـراب الدهر مجتهداً ... بالله هل لخراب العمر عمران
و يا حريصاً على الأموال يجمعها ... أنسيت أن سرور المال أحزان
زع الفؤاد عن الدنيا و زخرفها ... فصفوها كدر و الوصل هجران
و أوع سمعك أمثالاً أفصلهــا ... كما يفصل ياقوت و مرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الإنسان،إحسان
وكن على الدهر معواناً لذي أمل ... يرجو نداك فإن الحر معوان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة ... إليه و المال للإنسان فتــان
من كان للخير مناعاً فليس له ... عند الحقيقة إخوان و أخـدان
لاتخدشن بمطل وجه عارفـة ... فالبر يخدشه مطل و ليـــان
ياخادم الجسم كم تسعى لخدمته ... أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس فاستكمل فضائلها...فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
من يتق الله يحمد في عواقبه ... ويكفه شر من عزوا و من هانوا
حسب الفتى عقله خلا يعاشره ... إذا تحاماه إخوان و خلان
لا تستشر غير ندب حازم فطن ... قد استوى منه إسرار و إعلان
فلتدابير فرسان إذا ركضوا ... أبروا كما للحرب فرسان
و للأمور مواقيت مقدرة ... و كل أمر له حد و ميزان
من رافق الرفق في كل الأمور فلم ... يندم عليه ولم يذممه إنسان
و لا تكن عجلاً في الأمر تطلبه ... فليس يحمد قبل النضج بحران
و ذو القناعة راض في معيشته ... و صاحب الحرص ان أثرى فغضبان
كفى من العيش مما قد سد من رمق ... ففيه للحران حققت غنيان
هما رضيعا لبان حكمة و تقى ... و ساكناً وطن مال و طغيان
من مد طرفاً بفرط الجهل نحو هوى...أغضى عن الحق يوماً و هو خزيان
من استشار صروف الدهر قام له ... على حقيقة طبع الدهر برهان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً ... لأن طبعهم بغي وعدوان
ومن يفتش على الإخوان مجتهداً ...فجل إخوان هذا الدهر خوان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه ... ندامة و لحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار نام وفي ... قميصه منهم صل وثعبان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم ... و عاش و هو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطان عليه غدا ... و ما على نفسه للحرص سلطان
و إن أساء مسيء فليكن لك في ... عروض زلته صفح و غفران
إذا نبا بكريم موطن فله ... رواءه في بسيط الأرض أوطان
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً ... من سره زمن ساءته أزمان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده ... إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا أيها العالم المرضي سيرته ... أبشر فأنت بغير الماء ريان
و يا أخا الجهل لو أصبحت في لجج ... فأنت ما بينها لا شك ظمآن
دع التكاسل في الخيرات تطلبها ... فليس يسعد بالخيرات كسلان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته ... شكل حر لحر الوجه صوان
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم ... غرائز لست تحصيها وألوان
ما كل ماء كصداء لوارده ... نعم ولا كل نبت فهو سعدان
من استعان بغير الله في طلب ... فإن ناصره عجز وخذلان
و اشدد يديك بحبل الله معتصماً ... فإنه الركن إن خانتك أركان
لا ظل للمرء يغني عن تقى ورضا ... وإن أظلته أوراق و أفنان
سحبان من غير مال باقل حصر ... و باقل في ثراء المال سحبان
و الناس إخوان من والته دولته ... وهم عليه إذا عادته أعوان
يا رافلاً في الشباب الرحب منتشياً...من كأسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغتر بشباب ناعم خضل ... فكم تقدم قبل الشيب شبان
و يا أخا الشيب لو ناصحت نفسكلم...يكن لمثلك في الإسراف إمعان
هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها ... ما بالشيب يستهويه شيطان
كل الذنوب فإن الله يغفرها ... إن شيع المرء إخلاص و إيمان
وكل كسر فإن الله يجبره ... و ما لكسر قناة الدين جبران
أحسن إذا كان إمكان و مقدرة ... فلا يدوم على الإنسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة ... و الحر بالعدل و الإحسان يزدان
خذها سرائر أمثال مهذبة ... فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسابها و الطبع صائغها...إن لم يصغها قريع ا لشعر حسان
منقول