دير الزور أو كما تعرف محليًا باسم الدير، مدينة سوريّة ومركز محافظة دير الزور وأكبر مدن الشرق السوري قاطبة. من غير المعروف على وجه الدقة تاريخ استيطان الإنسان للدير، غير أنها كانت ومنذ العصر السلوقي بلدة صغيرة على نهر الفرات، واستمرت في العصور اللاحقة كذلك حتى انتعشت إبان الحكم العثماني للبلاد مع تحولها إلى مركز تجاري على طريق القوافل المتجهة نحو بغداد والقادمة من حلب، وزاد من أهميتها إعلانها مركز متصرفية الزور عام 1865، والذي جلب معه توسيع البلدة وتحولها إلى مدينة كبيرة تحوي مختلف الخدمات والمرافق العامة.
أغلب سكان دير الزور من العرب مع وجود أكراد وأرمن، ولقسم كبير من العرب خلفيات عشائريّة سيّما قبيلتي البقارة والعقيدات وبني مدلج، توطنوها خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، سيّما بعد اكتشاف النفط وغيرها من الثروات الباطنيّة وما استجلب ذلك من توسيع لسوق العمل. اقتصاد المدينة اليوم، يقوم بشكل أساسي على الأراضي الزراعيّة الخصبة المحيطة بها والممتدة على جانبي نهر الفرات في الريف، ولعلّ القمح والقطن أهم منتجين فيها؛ إلى جانب الثروات الباطنيّة وأهمها النفط والاسمنت والملح. وعلى المنتجات الزراعيّة والثروات الباطنيّة يقوم القطاع الصناعي في المدينة بشركات كبيرة أغلبها يتبع القطاع العام، وتحوي دير الزور على منطقة صناعيّة خاصة بها. وتعتبر المدينة أيضًا مركزًا سياحيًا سيّما مع انتشار المدن والمواقع الأثريّة في ريفها غير أن ضعف الخدمات ومناخها القاسي سيّما في فصل الصيف أبرز عوائق تطوير السياحة. وبشكل عام، فإن مناخ دير الزور يصنّف بكونه صحراويًا، وتعاني المدينة من شح الأمطار والعواصف الرملية والترابيّة وكانت تعاني من قبل بناء سد الفرات من فيضان النهر، أما المشكلات التي تواجه المدينة بشكل أساسي حاليًا في تلوث مياه الفرات والتصحر.