الناصرة (بالعبرية: נָצְרַת) من أهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الشمال الإسرائيلي في منطقة الجليل، وتبعد عن القدس حوالي 105 كم إلى الشمال. أصبحت المدينة بعد النكبة عام 1948 مركزًا إداريًا وثقافيًا والمركز الرئيسي لعرب 48 في البلاد. بلغ عدد سكان مدينة الناصرة في عام 2010 حوالي 81,410 شخص.[2][3][4][5]
تعتبر مدينة الناصرة أحد أكثر المدن قداسًة في الديانة المسيحية، فبحسب الانجيل، فإن الملاك جبرائيل بشّر مريم العذراء بولادة يسوع المسيح كما فمدينة الناصرة هي المدينة التي نشأ فيها يسوع، وفقًا للعهد الجديد فقد عاش كل من مريم العذراء، أم يسوع والقديس يوسف في الناصرة، وقد عاش يسوع المسيح أيضا غالبية سنين حياته فنُسِبَ إليها ودعي يسوع بيسوع الناصري، كما يدعو البعض أتباعه بالنصارى. وبسبب قدسية المدينة بالنسبة للمسيحيين فابتداً من العصر البيزنطي اضحت المدينة مركزا دينيا ومع الاحتلال الصليبي للمدينة ازدات الأهمية الدينية، إذ كانت مركز الأبرشيات الكاثوليكية ووتبعت لها كنائس منطقة الجليل. المدينة عرفت فترة هبوط خلال عصر المماليك، لكن مع حلول القرن 19 عرفت المدينة فترة ازدهار، إذ قدمت الارسليات التبشيرية الغربية، فبنيت عدد كبير من الكنائس والاديرة والمؤسسات التعليمية والمستشفيات. واليوم يقيم في الناصرة أكبر تجمع مسيحي عربي في إسرائيل بعد النكبة عام 1948.
بسبب قدسية مدينة الناصرة لدى العالم المسيحي فكانت سبب تتواجد في عدد من الأماكن المقدسة المسيحية. المدينة مقصدًا للحجاج الزائرين اليوم، وقد زارها ثلاثة باباوات البابا بولس السادس في 5 يناير 1964، البابا يوحنا بولس الثاني في عيد البشارة في 25 مارس 2000، والبابا بنديكتوس السادس عشر في 14 مايو 2009. ويطلق على عدد من المدن في مختلف أنحاء العالم في الناصرة على اسم المدينة.